من أنتَ أيها الحاضر البعيد الذي يراني بعيدة ويحاول أن يختزلَ المسافات والمحيطات والبحار,,, أيها النجم الآتي من أحضانِ الحقيقة,,, إن أثير حروفي يخترق صقيع المسافات وأن كلماتي تبحر في ثقوب المحيطات وتثقب موجات البحار,,, ألا تعرف أن كلماتي آتية من حزن الأزمان ومن صوت الريح ومن ضجيح الأكوان,,, سأكتبك قبل أن أعرفك وسأترجم حقيقتك الكامنة وراء رداء أغوارك,,, أريد أن أتسابقَ مع الزمنِ قبل أن يغفو على ضفافِ عينيك لأُوقظ الحياة من جديد في فجر حلمك,,, سأدع المدى يبدأ من حدود أنفاسِك وعلى أعتابِ عينيك ينتهي,,, وما بين غريزة قلمي في ملاحقة نواة الكلمات ورحيق الحروف ألتقي بك,,, هناك في مسافةٍ خارجَ مسافةِ هذا الكون,,, وفي مدارات تختصر جنونَ الصمت اللاهث بين أروقتك,,, سأزورُك كنسمةٍ معبّقة بأنفاس خريفك وثملة بشوق لقائِك,,, وأعزف من الروح لقلبك أمنيةً ماطرةً تتناثر قطراتها فوق شواطئك دون أن تغرقُك,,,, وأسرق من عمرِ النجومِ أعواماً لأطيل البقاء في مملكتك,,, وحين يُخرسُ الرحيلُ صوتي ستنطق كلماتي في قلبك النابض كصرخة غيمة نقية بعضها يتألق كأنه ابتسامة وبعضها يلمع كأنه دمعة,,, ويبقى حبي يسطع كلؤلؤة في أعماق قلبك,,, وتبقى أنت تحتفل برحيلي كل ليلة كأنك تحتفل ببقائي,,,, فلقاؤنا وجد لينفي الرحيل وبقاؤنا رحل ليأسر المسافات,,,
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق