موسيقى

عند التقاء الكونين

أخذ يبتكر الضوء
ليقتفي أثري
هو لا يعلم
أن سحابة ذاكرتي
تحجب رؤيتي
للتفاصيل الأخرى
رغم اتساع هذا الأفق
وأنه وحده الثابت بقلبي
وإني ظل غيبوبة
ارتدت معطف النسيان
ويستحيل أن تستفيق
الا عند نقطة التقاء الكونين
عيناي بعينيه

نحو متحف الفناء

تتوارى قصيدتي
بين رغبة غيابك 
ورهبة حضورك
تنصت لثرثرة حواسك
المختمرة في عروق الصمت
تربك حروفي بنداءاتك
وتحفر دمعتك بنبض ذاكرتي
سيولآ من الحنين
تحيي ركود الحياة
فأصغي لانتفاضة روحك 
وأترك حضورك يلازمني
آحبس أنفاسي بعناق سماوي 
وأتبع وحيك
نحو متحف الفناء

مشاكسٌ أنت

مشاكس أنت
حرف متمرد 
تائه في زمن السقوط 
تسير بخطى الأمس
نحو حلم مؤجل
تلامس أسرار الحاضر 
لتعتلي عرش الغد
وتمكث هناك
بين عهد ووعد قلبي
و أضلع هذا الكون

بكاء الليل

بكى الليل
فانسكبت دموعه 
بين سطور القدر
توشحت بعطر انثى 
ارتدت حجاب الحياة
آمنت بأحلامها المستقيلة
وكفرت بخطايا المستحيل
أقامت صلاتها بهدوء
وجادت بصدى صمتها
فكان وحيآ 
لنبوءة عشق
ولد بين خطوط كفيها
كان له مذاق الحياة
فكانت أجمل الكلمات
و أجمل قصيدة

بين العدم والوجود

بين عينيك
وذلك الضوء المتناسل من جسد الشمس
ثمة شجن يشبه ذلك السحر
السحر الغافي في غيمة عطر
يأتي مثل وثيقة النجوم بحضرة دستور السماء 
وبين الخط الفاصل بين العدم والوجود
تحضر أنت
تدون مزامير أبجديتك
في أعماق شهقة الحياة
وترسم لهفة الحلم
بين مكامن الحرية
وتعزفني
وكأنك تمسك الناي بين يديك
وترنمني
وكأنك تصلي 
في شرايين حرم قلبي

فوق وسائد الكلمات

لو لم تكن حقيقة تسكنني
لما أدمنت كتابتك
أجمل الأساطير والقصائد
تتفوق بجدارة على لغة الورد 
أتخيلك أبجدية من عطر
أتخيلك غيمة هاربة
سابحة في فضاء الضوء 
أعيد صياغتك من جديد
فكلما اشتقت لظلك
سأخترع حروفآ أخرى تشبهك
أدس بها شغفي لملامحك
أهمس بها للسطور
للكائنات وسائر النجوم
أهديها لخطى الراحلين
أحقنها بدم مواسم الجفاف
فتقطر شهدآ من شفاه الفصول
تغرق بها مفردات هذا الكون
أؤجج شعلة حضورك بقلبي
وأذرفك عطرآ فوق وسائد الكلمات
كي يصونك عرش ذاكرتي
وكي...... لا تذبل بي

حفنات من ضوء

نأتي من العدم
من أزمان وأبعاد سابقة
تعبر أرواحنا من هنا
ثم ترحل الى اللامكان واللازمان 
ما نعيشه اليوم
هو نتيجة ما زرعناه بالأمس
وما نبذره اليوم نحن على يقين
أننا سنحصده في الغد وفي الحياة الأخرى
نتوه أحيانآ في أروقة الحياة
وأحيانآ نوقف عجلة القطار عند محطة معينة
نبحث عن الجمال والحب ونفتش بعيدآ وننسى
إن كل ما نريده ينبع من الداخل وموجود بنا
فقط علينا أن نزيل سحب الغبار التي تحجبنا عن حقيقتنا
كلنا نولد أحرار ولكن
بعضنا من يختار البقاء بدائرة ضيقة يسجن نفسه بها
وبعضنا الآخر يفضل التحليق بأجنحته نحو الضوء
أقدارنا من صنعنا وأحلامنا من رسمنا
نحن من نحرك ذلك البركان الكامن بنا وبمقدورنا إخماده أيضآ
من خلال أفكارنا الإيجابية وعقلنا الباطني وبصيرتنا المنفتحة ندرك قيمة أنفسنا ونقيس حجم الأمور وأهمية الحياة مع تناقضاتها وفصولها ومواسمها فتجذبنا اليها لنحبها ونعشقها أكثر
كل ما يحدث على هذا الكوكب هو صناعة أيادٍ بشرية
كل ما نفقده نستطيع تعويضه بأمور أخرى لو أردنا ذلك
فقط علينا المسير بخطى ثابتة دون التوقف عند منعطفات الظلام فربما بآخر النفق تنتظرنا شموع الأمل ونجوم مضيئة
أضئ مكانك قبل أن تنتهي رحلتك واترك أثرك وعطرك في قلوب من تحب وكن مميزآ فالنادرون لا يتكررون

في زمن الصقيع

وحدها ثورة قلبك
تتسرب داخل أنفاق وحدتي المتطرفة
تباغت عزلتي
تخترق صمت هذا الصقيع
المتراكم حولي
تحرر شتائي العنيد
تتدفق داخل شريانه
وتوغل بجذوره
تسرقني مني
فأفقد كلي بك 

الرحيل الأخير

ترحل 
وأبحر أنا بين أمواج التاريخ والقدر
في سفينة من ورق
وفي منتصف كل شيء
تختفي ملامحنا
وتموت الأمنيات فوق كتف الريح 
ويرحل آخر موعد مع الحياة
ليتهاوى مثقلآ
الفصل الأخير من الضوء
تحت أقدام المطر

دعني أضيع بك

دعني أسرق منك الفصل الذي أحب
ولحظة أخرى من الفرح الأخير
دعني أرسم حروفي خلف أجنحة الأثير
وأدونك فوق ضفاف المحال
وخلف حدود السراب
أمضي بلا كلمات
وبلا صوت
أعبر أبجدية الأزمنة
أضيع بقوافي اللامكان
وبين مفردة وأخرى
أجدك هناك
تتكئ على ضفة السطر
تنتظرني
ليضيع الكون كله بحضورك
أراك
ولا أراني

عناق المطر

ويسألني
هل ما زلتِ تذكرين وعد الشتاء؟؟
كان الجواب في جيوب الحرف:
كيف لنبوءة المطر أن لا توفي بالهطول
كيف لضفائر الريح أن لا تنسدل فوق كتف الغيم
وكيف يخبو ظمأ الأرض لعناق المطر
وفي مذاقه عبادةٍ وخشوع

إبحث عني

إبحث عني
وكن معي
جدني لأجدني
مرٓ بي كمعجزة
أو كسحرٍ عظيم
سكينة الروح تكمن هناك
في معبد عينيك
وفي جنة قلبك
الوجه الآخر للحياة
ومثواي الأخير
هناك فقط 
أراني أكثر

لو أن هناك حياة أخرى

لو أن هناك حياة أخرى
كنتُ سأكررني بك
أنسكب ببعضك
وأمارس التكاثر بكلك
كنت سأعتقل بحة صوتك
وأدخر رائحة روحك
وأحبس أنفاسك بداخلي
لو أن هناك حياة أخرى
كنتُ سأغتال هروبي منك
لأجمع ضياعي وأسكنك
وكنتُ سأرتق ثقوب الأمس
لأشكل من الحاضر
عبورآ آخر
لزمنٍ آخر
وإليك 

تيه الروح

قلمي
يشتاق للحروف
وهي في وريده 
لكن حواسه متجمدة
أصابعه باردة
روحه تائهة 
للقلم أيضآ 
صوت وجسد وإحساس 
ينتظر هبوط الروح إليه 
ليصافح شرفات البوح 
ويطرز حضوره 
فوق الرخام 

النصف الأخر

نصف أناقتي
في إيماني بك
والنصف الآخر
بانتمائي لفصولك
إنك توأم روحي 
لكن بمكانٍ آخر
من خلالك
أبصر الأشياء أكثر وضوحآ
أرى الوجود 
وألمس حدود اللاوجود
لا أريد لهذه الحقيقة 
أن تتبخر وتزول
أرغب أن أستهلك قلبك
حتى النهاية

الوجه الآخر للحياة

ضياعنا في تفاصيل من نُحب
هو دليلنا في متاهات الحياة الضيقة
هو الوجه الآخر لمعنى الحضور
وحفنة من ضوء 
تحررنا من ظلمات اليأس
ومن ذبول ثمار الروح
هناك فقط 
في تلك التفاصيل
نعيش وصايا التجرد
نشعل قناديل الصمت
وشموع تمردنا الشهي
ونحيا ثورة الحواس
بحرية مطلقة