موسيقى

أنين الروح

بين ما يريده قلبي وبين ما يرفضه عقلي فرق شاسع قد يستحيل الإختيار,, 
فوجدت الهروب الى خارج عالمي الأليف هو الخيار الأفضل,,
معانقة الكون كرذاذ المطر المنهمر على بساط الزمن السائر,,
متناثرة كالحرف الذي ينحني تحت عرش الهمسات,, 
تائهة كغبار الكواكب المتساقطة على مساحة المحيط ,,
مسافرة كخطيئة الزمان المقيمة في منطقة الأحلام,,
بعض الهروب أفضل أحياناً,,
تتآلف فيه سكرة الهجوع وصحوة اليقظة,,
يمتزج به كل ما خفي من أسرار هذا الوجود,,
ويضم كل ما سيكون مما أحسبه زمنا أو مسافة,,

لكَ أنتَ

لدفئك الممتزج بحرارة الشموع
لطقوسك المغردة مع أسراب الطيور
لنغم صوتك الذي يسري في مسام السطور
لبصمة يدك الهائمة فوق شفاه الحروف
للهفة قبلتك المسروقة من نبوءة الفصول 
لأمنيتك التائهة على رصيف الروح
للإنتظار الذي تبدده الدموع
لفجر آخر يحملني إليك 
اغني وأطرب السكون
أغنية السماء 
فيأوي اليها طيفك,,,


هذا الحلم

هذا الحلم,,,
ولد من ضلعك 
منحته حياةً وإسماً 
وهبته ملامحك وأنفاسك
جعلته يؤمن بسلالة وجهك
هذا اللاصدى,,,
يعزفني لحناً من الماء
يصغي لصوت حلمي
حتى فراغه إمتلأ بك
واستقر بليلي الأبدي
هذا الدفء,,,
يزرع آهاتٍ من لؤلؤ في روحي
يمارس سحره في أجزاء قلبي المبلل
يمطر ناراً ملتهبة في نبضي
ويشتت بعضي عن بعضي

عناق في أحضان الثلج

هي,,,
هذا الثلج,,
ثمل هذا المساء تعثر بخمرة أنفاسكَ,,
هذا الثلج,,
يذوب خجلاً أمام جاذبية عينيكَ,,
هذا الثلج,,
يقطر حنيناً فيفوح منه عطركَ,,


هو,,
هذا الثلج,,
بعمر وردة تتناثر أوراقها بين يديكِ,,
هذا الثلج,,
يتجلى قمراً يشبه وجهُكِ,,
هذا الثلج,,
يغرسني قطرة ندى فوق ظمأ شفتيكِ,,
هذا الثلج,,
ومضةَ حنينٍ تولد فواحةً من عِطرُكِ,,




وردة الصقيع

في تلك الساعة المملوءة بسحر الهدوء,,
سكن الليل وفي ثوب السكون تسكن الأحلام,,
صمت الناي وفي شجون الصمت ذكرى خالدة بالنبض,,
ثملت قبلة الورود وفقدت وعيها على شفاه الصقيع,,
تعب الضجيج من الحركة وصمتت ألحان الملائكة عن الترانيم,,
أعلنتُ ولادة الشموع كي أرى اعماق الأشياء,,
فغفا الجمال ثملاً في محرابه المخملي,,
مسحتُ التراب عن أنامل الغسق,,
فثملت تلك الخمرة المعتقة في خوابي الشوق,,
فصلتُ ذاتي عن ذاتي,, تلحفتُ أبجدية الثلج ,,
فسقطت من عيني دمعة ربما كانت دمعة ابتسامة مزقها ناب الزمن,,
داعبت وجه القمر من بعيد كنجمة عارية في أحضان الليل,,
سرقتُ صدى القبلة الأولى التي وضعتها حواء على شفتي آدم,,
ومضيتُ في أعماق الكون حيث تصان أسرار هذا الكون,,
وحيث تتجلى لحظة الإكتمال في وجداني,,
حين يعانق العدم غفوة الوجود,,,


لحن الروح

ثم كيف لا أشتاقك,,
وحبك أغرق حضارات عمرها ألف عام من الحب,,
وأنفاسك شمعة أحرقت ما تبقى من دساتير,,
وصوتك رتل آخر ترنيمة حكايا المطر,, 
بحبك حكمت سمائي وأرضي مرتين,, 
مرة بابتسامة من عينيك,,, 
ومرة بدمعة سقطت من عينيك,,,,


لأجلك فقط

لأجلك ألف مرة أخرى
سأدس ملامحك سراً في جسد الحرف
أراك تطارد يقيني عبر صحارى الخيال
تحمل قلبي بعيداً بعيداً
حيث مواسم اللهفة والغرق
لأجلك ألف مرة أخرى
سأزرعك ومضة سحرية بين عدمين
أرسم أمسك غيمة عائدة
وألون غدك بحروف من نور
لأجلك ألف مرة أخرى 
سأعتنق طقوسك بكل اللغات
أخترق حواس الجماد
لترهق خطيئة الصقيع
وتتهالك أنفاس الفجر على فم اللقاء

العناق الأخير

حين يرسم الرحيل لوحته الرمادية,, حين يجف الحبر,, وتتمزق الصفحات,,
لا يبقى غير الذي كُتِب على جدار القلب,, وما كان,,
قبل الرحيل ,,,
أكتبني سطراً بحبر قلبك العليل,, فإن الحب الذي لا يكتب بدماء القلب قابل للنسيان,,
في الوداع الأخير,,
حاول أن تطفئ النار في معبد الروح,,, واعزف للحب لحنك الجميل,, عله يعود يوماً ويولد في ذلك الحلم من جديد,,
في اليوم الأخير,,
دع وداعنا أسطوري يثمل بألف لهفة مرصعة بالياقوت,, بقبلة مخملية تغير كل اتجاهات الزمن,, تغفو بين سطور الروح نبع معتق من خمرة شفاهك,,,
في اللقاء الأخير,,,
دعنا نعيش عناق القمر للنجوم وكرنفالات الربيع للورود وثورة أنفاس عمرها ألف عام من الأحلام ,,,
في العناق الأخير,,,
دع فتات أنفاسي تقتات من عطر دموعك,, وتقطف من جفنيك شوق الصحارى للمطر,,
وعند طقوس نسيانك,,,
دعني أمكث معبد الحب وأكتبك قصيدة سومرية,,
عند خلجات سطورها تذوب الشمس ,, تصمت الألوان,,
ويغفو الكون,, ولا يستفيق الا بقبلة منك,,,,,,

ذكرى يشلها الصمت

عندما يقترب طيفك من بعيد,,
تتشابك الفصول بين الماضي والحاضر والآتي,,
يتخطى ضياؤك واقعي فتطوف في ذاكرتي أجمل الأوقات,,
يصمت الكون من حولي,,
تغفو الأقلام وتنام الحروف في أحضان الصفحات,,
تعود دماؤك وتنساب في أوردتي,,
تمتزج أنفاسي بأنفاسك,,
أسافر في كونك وفي مساماتك,,
وفي لحظة صادقة هي مفتاح عالمي ووجودي,,,
يتوقف الزمن عند حدود قلبك,,,
أرسم طيفك الغائب مع همسات الفجروأحن الى شرودي معك,,
يا أجمل احتلال سيطر على وجودي,,
وأروع انتظار في دائرة فراغي,,
يا من سطر خارطة تاريخي في عروق يديه,,
لم تعد ذاكرتي أنشودة زماني,,
أقف كالفاصلة بين غيابك وحضورك,,
أحترف لغة الغموض من هدوئك,,
لأقبض على المستحيل هناك,,,
تغتالني تفاصيلك تحت ألف عنوان,,
وأتحول الى شعلة في قبضتك,,
أعيد تكوين ملامحك من جديد,,
أعترف بأنك مبدع باحتلالي,,
وأنك سجين من دونه,,
وأن بعدك يحاصرني بموعد قريب,,
في ابتسامة دمعة قد أهملها الزمن,,,,

صدى أمنية صامتة

سَكنَت كلماتي,,
تنازلَت حروفي عن عرشها,,
أنتظرهدوء عاصفة تجتاحني,,
تطير أسراب سطوري,,
تصطدم بازدحام ذاكرتي,,
كأنني عشت في زمن مجرد من كل إحساس,,
صمت يعتريني ويمتد بشراييني كالضباب الأسود,,
يخترق حواسي,,
أيها الصمت العابر,,
خذ حمولتك وارحل على كتف غيمة عابرة,,
دع نبضاتي تتمايل كموج البحر,,
إبحث عني في ارتعاشات قطرات الندى
أو في ابتسامات خرساء,,,
في أنشودة المطر وفي قصاصات الماضي,,
وقبل استهلاك الضوء في سراج النسيان,,
فك هالتك السوداء من معصم وقتي,,
اخرج مع أنفاسي,,
هبني أحضان الليل,,
واختفِ خلف أهداب الغيم,,
لأبقى أنشد ترانيم الحب بحواسي العطشى,,
وبلهفة روحي,, ولا أكتفي,,,,,

قبلة على ثغر القمر

سأكتبك سراً بين سطوري,,
حتى لو ضاقت الكلمات واختنقت الحروف,,,
حاولت أن أبقي روحي بعيدة ,,
كي لا أتعلق بشيء أحبه اليوم ويزول غداً,,
لكني أصبحت حبيسة سطوري,,
ورغم أن كل الأشياء مشبعة بالصمت من حولي,,
إلا أن ثمة ضجيج بداخلي لا يستكين,,,
تمددت على جفن الليل كي لا يسرق الضوء مني ظلك ويجهض حلمي,,
أسير في مداراتي بخطوات شاردة ,,
أطبع على ثغر القمر قبلة وأعانق نبض الغيم,,
أرافق الشمس نحو المغيب لأسرق من جبين الغروب ابتسامة,,
لا أرسمها سوى بمخيلتي,,,
فيتلاشى الكون على حدود موجها,,
ويتعثر النسيم على شفاه الفجر,,
وتتوهج النجوم على ضفاف هذا المدى,,
وترتدي السماء ثوبها المتلألئ,,,
فيغفو الليل في أحضان الفضاء,,,
أريد البكاء,, والدموع تأبى السقوط فتخنقني,,,
أحلم فتتحول أحلامي لخطيئةٍ تعذبني,,,
أين الطريق وكل الطرق أصبحت بين يديك,,
سيكون لنا لقاء ذات يوم,,
ربما صدفة في طريق عابر,,
وربما على ضفاف زمن آخر,,
فهناك فقط ,,,
ما يستحق الحياة,,


على ضفاف سطورك

دعني أسير خلف حجاب الأزمنة وألتقط فتات أنفاسي,,,
دعني أبحث عن أبجدية جديدة أحاول بها ترميم بعض أخطاء المنطق,,,
إختر لي قدرآ مختلفآ كما يختار السراب مكانه في أول النهايات وآخر البدايات،،،
إحكِ لي أسرار القمر وأرسم صورآ تتمايل كأمواج البحر,,,
ربما تحتضنني أغوار السماء وتعانقني أنفاس اﻷرض,,,
فأتوارى وراء نقاب الأثير,,
كدمعة روح ثملت من أوجاع هذه الحياة,,,
دعني أبحث في الرمال عن ذلك الفجر,,
الذي نسج أنشودة خطيئته بطهر الملائكة في حضرة ذلك الصفاء,,,
إزرع بأرضي بعض من نبضك,,
علك تحررني من صقيع أوردتي,,
فأضيع في امتداد لهيب أوردتك,,
حيث يقطن لغزك السرمدي,,
الذي يفيض ثمالة بطعم الحياة,,,
فلأنك شاعر بنيران حروفه إحترق,,,
ولأنك مخلوق بلون الماء انبثق,,,
بكَ أبحر ويحلو لي الغرق,,
بك أعلن مولد جديد للغسق,,, 
وبدونك سمائي منفية,,
وأرضي لا ترويها ثورة المطر,,,,