موسيقى

عناق الورق

الورد يحلم بكٍ
فكيف يغفو الورد دون عطره 
وهل تبقى الشمس رهينة الغروب 
وكيف لفتات حروفي
أن تعانق الورق دون أنفاسك 
إقتربي
تعمقي بي
تلاشي بي
واغرقي بهذا الوجود
كوني كوجه الأبدية
وآخر صفحة من كتاب العمر 
أطفئي جمر ذاكرتي
واشعلي نيرانك بقلبي من جديد
وابعثيني لزمن لم يأت بعد
أو إدفنيني هناك
ببقايا عطرك 

كلمات قيد الإنتظار

بين أرصفة الأمس وأضواء الآتي
إمرأة تتوسد حلمآ أسطوريآ
سقط سهوآ في أزقة روحها
وسال كالماء في جذع وحدتها
حوٓل أرضها لوجود يكافح الذبول
ودس بتربتها كلمات قيد الإنتظار
طلبت منه قطرة حب
فأهداها نجمتين وسماء 
كتبته قصيدة بلا إسمٍ
بلا عنوان
عانقت حروفها شهد خياله
عناقآ مدويآ
كأنه المكان والزمان
فتلاشت حوله الأشياء
وأوت اليه كل الحواس معآ
ونطقت لندائه 
كل المسافات الصماء

شعلة الرجاء

هل حلٓق بك الغيم حيث اللاحدود
معلٓقٌ قلبي بحبال المساحات الفارغة
باردٌ كالموت
تعال نوقد شعلة الرجاء
ونطفئ جمر الغياب
ونهزم كل ما يقف بيننا
تعال نخون فراغ السطور
ونولد كقصيدة مكتملة
رتب بي ما بعثره الزمن
واجمعني من جديد
حرر حواسي وسر بدمي
تجمد بعروقي
تعال الآن
تعال في كل آن

عناق الأرواح

حين تهتز الأرض تحت أقدامي
حين تثور أنفاسي
وحين يختنق صوت قلبي
أكون بحضرتك
تهبُٓ على كوني كالإعصار
تسير نحوي بين العقل واللامعقول 
ترسو بسفنك على شاطئ أحلامي
تسرقني لخارج المكان والزمان
تثمل روحي بذنوب قبلاتك
تعتصر ذاكرة حروفي
وتذيبها بحرارة عناقك
كيف أنجو منك??
وبين سلاسل قوتي 
وثغرات ضعفي
أتضرج بذكراك
وشراع عطرك يغرقني
ثم يقودني إليك

تعال نتحدث بصمت

تعال نتحدث بصمت
حدثني عن وجهك
عن ابتسامتك
دعني أسمع صوتك
بقلبي
دعني أتأملك من بعيد
وأراك في لغة الورد
في شدو الطيور
في وهج الشموع
في صفحات الوجود
وانصت لروحك بخشوع
دعنا نؤجج جمر القصائد
دون أن نعبث برمادها
ونلتقي في الكلمات
وفي سكون الحروف
في اللامكان واللاشيء
في اللحظة الواحدة
على رصيف عذرية السماء
تعال نذوب قطرة قطرة
بأحضان الصمت
ونتلاشى فوق صدر الليل
دعني أبحث عنك بذاتي
بنداءات روحي
خذني مني
رمم نبضي والهمني الحياة
رتب هذا الخفق المتدفق بقلبي
وتجلٓ بي فوق كل وصف
تعال نتحدث باللاشيء
بينما تعني كل الأشياء

بصمة لا تُنسى

تجسدت بروحي
وتركت بصمة لا تُنسى
تختبئ بالأعماق
وتتمسك بذاكرة القلب
تذوب بدمي
وتتفجر بالعروق
تفيض بي وتُغرق كلك بكلي
ولا تكتفي
تُغمد مزاميرك في خاصرة يقيني
تحاصرني بكمائنك العارية
وتضيع بمرافئي طويلآ طويلآ
تقود جيوش حواسك إلي
تغزو أسراري الأبدية
تعزف لذة الإنغماس بي
وتعري ظلي مني
تأتي كمعجزة الكون
وترحل كخرافة الزمن
مثيرآ في حضورك
ومثيرآ في غيابك
وبين الحضور والغياب
لا شيء سواك
إنك لا تُشبه إلا ذاتك
أنت غصة عطر لا تزول

تسابيح النبيذ

يا سيد كل الأشياء
لآخر لحظة سأبقى أشعر
بانتمائي إليك
لن أجعل الحرف يجرح الكلمة
لن أجعل الكلمة تخون العبارة
وحدك تتوالى في هواجس المعنى
وحدك تجوب في خاصرة المحبرة
ثم تتسرب لأخيلة القوافي وأبيات الشعر 
كيف لي أن أقنع الكأس باعتناق النبيذ
وأنا التي صُلبت حواسي في كأس خمرتك
وكلما أعلنت التوبة
أعود وأمارس إدماني 
على مائدة لقائك
وأعلن ثورة خشوعي
على رصيف رواية لن تنتهي فصولها 
إنك الحب الذي لا يصدأ أبدآ

رشفة عطر

كنجمة شاردة
أعبر ظلك المتكرر بي
أدونني بتاريخ ذاكرتك
أغتال حواسك مرة أخرى
وأترك بقايا من حروف
لسطورك الجائعة
وأمضي خفيفة كالعطر
أرسم ظلالك بالرماد
على جسد بقعة من ضوء
أحدثها عن عتمة عينيك 
قد أعبر لزمن آخر 
قد أنتمي إلى اللامكان
ولكن
ستبقى حروفي
تحت مسامات جلدك
تحدثك عني