موسيقى

على نافذة ذكراك

أنظر اليك ولا أكتفي
في عينيكَ تختبيء آلاف الحكايا
وفي عيني ألف مد لطوفانك المتدفق
متماهيان في النقاء نحن
فمن رحيقي يتصاعد العشق الألهي
ويثمل الكأس بنداء الكأس 
ومن نبيذي المعتق 
صلاة فجرك تحتفي بصلاة مغيبي
وشظايا دموع بعضك
تمنحني بقايا بعضي
وتطل من هناك 
على نافذة ذكراكَ
ولا أنسى
ولا أكتفي

ثورة الروح

أمضي كالرحيل بلا صوت
أرحل كغمام بلا مطر
أحدث نفسي باقتلاعكَ مني
وبقايا ما يؤلمني منك
بثورة إنقلابية على كلك
يحدث أحياناً
لكنني أنتهي بانكسارات حتمية 
على أطلالي تقفُ أنتَ
وجميع حواسكَ
تؤكد استعماركَ لكلي
واحتلالك الأبدي لي

تناهيد اللحن

أصابعي ريشة
كَبَلَتها نزوات الريح
ووجهك وجع النداء 
كأني قيثارة الليل
ونداءاتك تناهيد اللحن
أعزفك بكل نوتات الحياة
أستعير خيوطاً من ذاكرة اللحظة
أمزجها بآيات الأيام
أغلفها بدموع العمر
وأغزل من مقلتيك
أبجدية جديدة للعشق
أبتكرُ لها من أوردتكَ
ضفتين
الأولى مكتظة بكلمات عارية
تاهت في عروق يديك
وأخرى تتدفق من شريانها 
جداول فصولكَ
وأدس في كف كل ضفة
بعضاً من نبض أنوثتي
والكثير من سحر رجولتك

رسائل خمرية

أنتِ قصيدة بلا انتهاء
لن أتوقف عن تلآوة تسابيحها وآياتها
كمن يتلو القرآن والإنجيلا
تسكنيني
تملآيني
كيف أستوعبك هكذا
دفعة واحدة
وأنتِ قبيلة من النساء
و أيقونة خرافية ولحن غريب
كيف مسحتِ من ذاكرتي جميع النساء
في حضرتك لم أعد أتذكر حتى الهواء
لا ارى إلاكِ 
سماوية أنتِ
وعيناكِ غمامتان يرهقان المطر
اخترقتِ روحي بقوة خارقة
وأعدتِ خلقها من جديد
أبحث عن أبجدية مختلفة
تقارب أروع عينين
تستوعب فضاءات سطوعهما الخرافي
فحروفي عقيمة أمام هاتين القصيدتين
ماذا عساي أصنع حين أحاول أن أكتبكِ
فأجدك أنتِ القصيدة وكل الحروف
أنتِ أنتى متفردة إستثنائية
توقفت عندكِ و أرغمتني أن لا أراكِ كبقية النساء
مري على وجعي لأنسى أنني قد كنتُ
مري فما زال عمري لم يبدأ بعد
إلا بشروق عينيكِ

رماد القصائد

ما الذي جعلني أسقط شهيدة 
في محراب قُبلتكَ 
حتى نسيتُني
ولم أعد أعرف أينني مني
وأنا أتلو كراهبة
سر قربان عينيك المقدس
وأنا المرتدة عن عقيدة سلاف عشقك
أرتاد ليل العدم
تغرد أصابعي
في رماد قصائدك
واحترق
برشفة كأس من جمر السراب
مرٌّ مذاقها كبُعدك
نبتت بي عوالم من الوحدة
فَشَكلَ انتماءا أبدياً لكَ
أنتَ هناك علامة استفهام
وأنا هنا مصلوبة 
في الركن القصي لذكراكَ
أبحثُ عن يقين الأجوبة

همس الريح

كأنكَ الريح
تستبيح حطب النسيان
وتؤجج نار الذاكرة
تتسلل عبر ثغرها
تلامس نبض وريدها
توغل نصلك في رباها
وفي الثلث الأخير من جسدها
تحيي ذكر تراتيل زنبقة
تقاعدَت مواسمها 
عند آخر صيحة للروح
تتلو مناسك وجعها اللذيذ
تعانقها حتى تتغلغل شهقتها الخرساء
في أعماقك
فتعجز عن إجهاضك
وتبقى أنت
مسك البدء والختام