موسيقى

نزوة قلم

وأرجمُ صمتكَ داخل قضبان قلبي
كلما أراد عناق أنفاسي
وأنتَ
أبعد من شهقة الزمن الآخر 
وأقرب من وريد العهد القديم
أستنطق نزوة القلم
أعلق صوتك على جدار القصيدة
أرتشفه كلمة كلمة
كل حرف فيه يُسكِر
أنحت بنوتاته لوحة القدر
صوتكَ يشتعل بي 
ويتناثر في حواسي
حيث لا معالم تخترق قيد الزمن
أبحث عن ضحكتك الخمرية
التي غفت بين ضلوعي ذات يوم
أدون همسات روحك 
التي تغلغلت بسرة الليل
أصلي صلاة الغائب الحاضر
أناديك 
إحتشد بي
شاكِس بعضي
فبعضكَ قربان لي

خطى من جمر

كان لنا أشياء وأشياء
كان لنا حلم يشبه الخيال
أتذكر تلك الأنثى التي كانت تشتهيها قطرات المطر؟؟
كانت في الحب كبيرة كبيرة
وكنت أصغر من ذلك الحب
قلبها كان بلون نقاء السماء 
وقلبك وشحته بلون الضباب
هل تذكر طقوسك المغردة لها حين كانت تغفو فصولها
أو لهفة قبلتك المسروقة من ثغر المسافات
أتذكر الحان أصابعك على ضفاف خصلات شعرها
وأنغامك الشهية الهائمة فوق قيثارة جسدها
هذا الجسد أصبح نحيلا ذابلا بلا عطر
كنتَ تجمعها بعروقك خوفا من أن تلفحها نسائم الشتاء
وكنتَ تخبئها داخل جيوب معطفك الأسود خوفا من الصقيع
أتذكر كم كنت تتوضأ بمحراب عينيها العسليتين
وتنسج من حروف اسمها رداء مخمليا لسطورك
وتعلق رسمها قلادة فوق وسائدك التائهة في ممرات العمر
وأمام وشم صليبها المحفور فوق كفها
كم كنتَ تسجد وتصلي تسابيح الإنجيل وأيات القرأن
كانت رحلة أميال عبر خارطة قلبها
وميثاق وعهد وفاء في ناموس عينيك
كنت أريدك أرضا ثابتة أقف فوقها بكل شموخ
لم أكن أعلم أنني مشيت فوق رقاقات هشة من من الرمال
حررت قلبي من قافية قصيدتك
واقتلعت جذوري من خاطة وطنك
ومسحت هوية ما كان وما لم يأتِ
للإنتظار الذي بددته كؤوس الدموع
للعمر الذي رحل بخطى من جمر
إن حدث والتقينا ذات يوم
لا تنظر بعيني
لا تصافحني
فأنا أنثى فوق خطوط يديها إنحنى الزمن
وأمام عينيها إنهزم السلام

فوق جسد الرواية

أشاكس جريمة الشغف
أقاسمها حطب الخطيئة 
أعبركَ كعطراً ضريراً
وعلى ضفاف فصولكَ
تتوه رؤياي ...
هل تعرف كيف روضتَ ندوب الذاكرة
وما كسره حضن الظلام ذات ليل قاتم ؟؟
وأنا أترقب أمواجك تتكسر وتنحسر
عند صخرة حلم يخلو منَّا
يحرجني وضوحكَ
يثملني شهد بوحكَ
فوق جسد الرواية
هي قطرات دماؤك تكتبني
وترتل أياتها للريح

جيوكندا لبنان

هي ملكة جاءت من رحم الأساطير بعينين خرافيتين
نظرتها تغري النوارس فتأخذ عنوانها من شواطئ عينيها
أهدابها نكهة صلاة تثير فضول ضوء المصابيح المعلقة في الكنائس
هي أنثى من بين كفيها ينطق عطر الورد 
وفوق خطوط يديها ينحني الزمن ويقدم لهما فروض الطاعة
أمام عينيها تُهزم الصباحات ويغتسِل الليل بماء جنتهما
كيف أستعيد ذاتي من معبدهما الطافحتين بمواسم الصلاة
كيف لي ان أمر بهما بطريقة صوفية دون أن تراني وكيف أعبرهما بسلام
كيف أنجو من طوفانهما وكلما فكرت بالهروب غرقت بهما أكثر
حكايا عينيكِ تورط الإلحاد في أيات سحر وجمال خاصتين
إنهما السطوع الملائكي
كل مساراتي تأخذني اليكِ
وجهك لوحة اسطورية
و أجمل من كل قول بالشعر
هو قصيدة لم تُكتب بعد
كل أسباب الجمال مجتمعةً بكِ  
أريد بحرأ من الزمن كي اقرأك 
هناك تناغم بين البحرِ وأنتِ
بين الطبيعة وأنتِ
بحر ماء وبحر جمال كيف تجاورا وبينهما برزخ لكنهما يلتقيان
أريدُ أن أقولكِ بلا كلمات
أن أشفى منكِ دون شفاء
أن أبحرَ بسحرك دون غرق
أحيانأ اقول أنكِ جوكندا لبنانية
أو سيدة هربت من كتب الأساطير
وأحيانا اقول واقول وأتوه في سحابة سماء روحك
 التي تحاصر كل جهاتي دون أن أدري ودون أن أدركها
سأبقى أعايش نسائمكِ وهمس أرزكِ الشامخ فوق جبينكِ
 حتى  ألقاكِ