موسيقى

شهوة الرحيل

إعزف ما شئت من أنين نارك
فدمي يرقص في أوردتك
وأنفاسي تسير في مساماتك
انا يا سيدي لست شاعرة مبعثرة بين الحروف
لست كاتبة ممزقة بين الروايات والسطور
لست حرفاً تائهاً بين الغيوم والبحور
انا جملة غافية في معبد الأحلام والسطور
وأنت المصلوب بين شهوة الرحيل وشهد البقاء

حبك ثابت كالتاريخ

سأكتبك لألف جيل من الحروف
حلماً معتقاً بثورة أنفاسي
ووشماً غافياً على جسد الأرض 
كيف لا وأنت يقين ثابت كالتاريخ
نحو ربوعك تبحر الروح
لتمكث في عروق تربتك
وتحيا من عصارة خمرتك
مختلف صوت المطر عندما يمتزج بذكراك
مختلف جمال الشتاء هذا العام
سأجمع رحيق قبلاتك لأصنع منه شهد القصيدة
فبدون قلبك تبقى حروفها غافية في جذور الصمت 
تأبى أن تفتح أجفانها 
وحدك من يحيي أنغامها
بالتصاقها بخطوط يديك
ودفء حنينك الأزلي


صدى صوتك

ولم يزل صدى صوتك يعبر فجر السكون
ويثير الفوضى بيومي الطويل
كم كان دافئا
وكم كان مدوياً
هو أناي المشبعة بك
هو توحدي بك
اكتمال نقصاني بك
امتلاء روحي بروحك 
خلودي بك
وحدك أنت
تطفئ ألف شمس بيمينك
وتضيء ألف قمر بيسارك
ويغيب الوجود من الوجود
حين حضورك

ليلة شتاء دافئة

بين التذكر والنسيان
اقترب طيف من بعيد
لامس الحواس
بعثر كل ما كان
وسكب همساته 
في كؤوس من نبيذ
ليداعب أنامل الخيال
في ليلة شتاء دافئة
ويعيد نبض قلب
تاه في مواسم البراءة
وفي لحظة غفوة الزمن
كان الصمت حينها
نصفه موت ونصفه حياة
وما بين الصمت والبوح
وما بين الموت والحياة
كان هو
هناك


بقية من أمس

هي كعطر البنفسج وأريجه
هي أريج البنفسج
وكل الرواية والحكاية
هي الأمل القادم فجأة
من الأمس العابر والغد الآتي
وسهر الليالي المخبأة بين السطور
يُسجد لجلالة وجهها
وتُقطف لها الورود سلالاً
تناديه أصداء أجراسها
ليؤدي فرضه بمحراب عشقها
في أمسية البوح الأخيرة
وبقية من أمس
ومعطفه الأنيق
وأعقاب تبغه والثقاب
لن يجد زهرة تهبه رحيقها السحر سواها


على مذبح الحب

تعال لقلبي كدمعة شتاء
لاجئة لأحضان الليل
على أجنحة الغروب
تعال لقلبي 
كقربان الآلهة
على مذبح الحب
وامكث به
كالدعاء 
كالرجاء
الى ما وراء التكوين
كن لحناً مقدساً 
وتجلى بقلبي
كما يتجلى جمال الله 
في قلوب البشر

ضياء الحروف

علمتُ المطر
كيف يتسرب داخل عروقك 
كي لا تُصبح ذابلاً بلا أنا
منحتُ الهواء لغة فريدة
كي يحيي ضياء حروفها 
هذا السحر المنتحر
فوق حاجبك المعقود
علمتُ الزهور الذابلة
كيف تنغمس 
في عطرك المتغلغل
في حنجرة الأرض
كي تفوح عطوراً وبخوراً
علمتُ ريشتي الذهبية
كيف توشم شلالات هادرة
من رحيق الحب
فوق خارطة جسدك

شرارة من لهب

وقيل أنكَ شرارة من اللهب
وأنكَ تتجول في رئة صحرائي
وتشعلها بنوركَ الخالد
وقيل أن حلم الصحراء
أن تملك ظل المطر
يعكس وصاله 
ويتحد بظلالها 
ويمضي
من ذاته الى ذاته