موسيقى

ذاكرة بطعم الرماد

متمرد أنت على الأسطر 
تنسج من عري الكلمات
وشاح الفكرة
تحاكي أبجديتي الثائرة
تحاول ترتيب فيض اليقين
لتحيي روحي المختبئة
تحت رداء الصمت 
آيها القادم من هناك
دعك من البحث عني
إن قلبي استقال مني
وذاكرة قلمي
أصبحت بطعم الرماد

الكأس الأخيرة

أي وجع يخترق جسد حروفي 
في أعماقي لغة صامتة
وذاكرة ممتلئة بالصور 
أراكٓ بقلبي نورآ
أراكٓ نجمآ
وأتذكٓر عزفك الحزين
وتلك الكلمة التي كنت ترددها
والتي كانت تحيلني
إلى أمواجٍ أبدية
وإلى كائنٍ سماوي 
يؤدي رسالته الأخيرة 
أحاول الاختباء منك
كي لا أراني أتدفق بك
أخاف أن أهرب إليك
وأغفو هناك تحت حجاب الليل
وينتزعني كأس الكوثر مني
ويغتالني مذاقه
وتسرقني أنت مني
ولا تعيدني إلي
من جديد 

عناق الورق

الورد يحلم بكٍ
فكيف يغفو الورد دون عطره 
وهل تبقى الشمس رهينة الغروب 
وكيف لفتات حروفي
أن تعانق الورق دون أنفاسك 
إقتربي
تعمقي بي
تلاشي بي
واغرقي بهذا الوجود
كوني كوجه الأبدية
وآخر صفحة من كتاب العمر 
أطفئي جمر ذاكرتي
واشعلي نيرانك بقلبي من جديد
وابعثيني لزمن لم يأت بعد
أو إدفنيني هناك
ببقايا عطرك 

كلمات قيد الإنتظار

بين أرصفة الأمس وأضواء الآتي
إمرأة تتوسد حلمآ أسطوريآ
سقط سهوآ في أزقة روحها
وسال كالماء في جذع وحدتها
حوٓل أرضها لوجود يكافح الذبول
ودس بتربتها كلمات قيد الإنتظار
طلبت منه قطرة حب
فأهداها نجمتين وسماء 
كتبته قصيدة بلا إسمٍ
بلا عنوان
عانقت حروفها شهد خياله
عناقآ مدويآ
كأنه المكان والزمان
فتلاشت حوله الأشياء
وأوت اليه كل الحواس معآ
ونطقت لندائه 
كل المسافات الصماء

شعلة الرجاء

هل حلٓق بك الغيم حيث اللاحدود
معلٓقٌ قلبي بحبال المساحات الفارغة
باردٌ كالموت
تعال نوقد شعلة الرجاء
ونطفئ جمر الغياب
ونهزم كل ما يقف بيننا
تعال نخون فراغ السطور
ونولد كقصيدة مكتملة
رتب بي ما بعثره الزمن
واجمعني من جديد
حرر حواسي وسر بدمي
تجمد بعروقي
تعال الآن
تعال في كل آن

عناق الأرواح

حين تهتز الأرض تحت أقدامي
حين تثور أنفاسي
وحين يختنق صوت قلبي
أكون بحضرتك
تهبُٓ على كوني كالإعصار
تسير نحوي بين العقل واللامعقول 
ترسو بسفنك على شاطئ أحلامي
تسرقني لخارج المكان والزمان
تثمل روحي بذنوب قبلاتك
تعتصر ذاكرة حروفي
وتذيبها بحرارة عناقك
كيف أنجو منك??
وبين سلاسل قوتي 
وثغرات ضعفي
أتضرج بذكراك
وشراع عطرك يغرقني
ثم يقودني إليك

تعال نتحدث بصمت

تعال نتحدث بصمت
حدثني عن وجهك
عن ابتسامتك
دعني أسمع صوتك
بقلبي
دعني أتأملك من بعيد
وأراك في لغة الورد
في شدو الطيور
في وهج الشموع
في صفحات الوجود
وانصت لروحك بخشوع
دعنا نؤجج جمر القصائد
دون أن نعبث برمادها
ونلتقي في الكلمات
وفي سكون الحروف
في اللامكان واللاشيء
في اللحظة الواحدة
على رصيف عذرية السماء
تعال نذوب قطرة قطرة
بأحضان الصمت
ونتلاشى فوق صدر الليل
دعني أبحث عنك بذاتي
بنداءات روحي
خذني مني
رمم نبضي والهمني الحياة
رتب هذا الخفق المتدفق بقلبي
وتجلٓ بي فوق كل وصف
تعال نتحدث باللاشيء
بينما تعني كل الأشياء