موسيقى

أنت يقيني

هي قصيدتك
الإجابة الوحيدة
حين سألني الليل
عن أي صلاة تفتشين
هو صوتك
الحقيقة الوحيدة
حين سألني الشك
عن أي يقين تسألين
هو ضياء عينيك
عقيدة انتمائي الوحيدة
حين سألني المنفى
عن أي وطن تبحثين

خذني إليك

بدونك
أصبحت أيامي بلا أبعاد
نسيت أمسي 
نسيت يومي
وفقدت ذاكرة الماضي
وزرعت غدي
بين أضلع أرضك وسمائك
خذني معك
الى أبعد حدود الأمكنة والأزمنة
لأضيع بين حنينك وأنيني
عظيم أنت
كثير أنت
وقلبي صغير
أنت الكون أجمعه
وأنا من أنفاسك أتكون
أنت أنشودة عشق بلا نهاية
موشومة بعطر السماء
خذني أملا
خذني حلما
خذني قدرا
خذني اليك

إلا أنت

روحي مرهقة
اصبحت معلقة على جدران الزمن
كترتيلة منسية تناثرت حروفها
في هذا الزمن
كل شيء يُفسد
حتى الماء والهواء والتراب
إلا أنت
حين تضيق انفاسي
ارحل الى مملكتك
اشتم بقايا عطرك بين حروفك
كمطر مبارك هو

بين الحلم والحلم

بين الحلم والحلم 
اقترب طيفك من بعيد
لامس ما كان 
وعاد من جديد
ليداعب أنامل الخيال
ويعيد نبض قلب
تاه في مواسم البراءة
وفي لحظة غفوة الزمن
كان الصمت حينها
نصفه موت ونصفه حياة
وما بين الصمت والبوح
وما بين الموت والحياة
كنت أنتَ
هناك

لؤلؤة قلبي

اكتبني قصيدة تنمو في جوف قلبك
اجمع حروفي المبعثرة على فم الكلمة
وامزج بعضك وبعض مني
في نبضك وفي وريدي
لنغسل تلوث هذا العالم
ايها الهائم في حنايا الروح
قلبي المسافر بين ضلوعك
غاب عن العالم وتنسك بمعبدك
أعرني أنفاسك الدافئة بي
كي ألون فم الشمس
أعرني لون عينيك
كي اغير ملامح الليل
ابتسامتك فقط كفيلة بأن تمسح دمعة المطر
صوتك فقط كفيل بان يزيل آثار خطايا الزمن
اكتفيت بعطر أنفاسك فوق ضفاف قلبي
زرعتك لؤلؤة فوق شطآني
وأيقونة قداسة حول جيدي
وجسدتك رسالة في سطور تاريخي
تؤمن بالقيامة في زاوية ما من ذلك اللقاء

حروف كتبها المطر

الحياة لا تؤلمني عبثاً
إنها تؤلمني لتعلمني أبجدياتها
حكمتها ودروسها
تؤلمني لتعلمني كيف أعيش مع الألم بلا ألم
كيف أحيا مع الندم بلا ندم
كيف أحيا بالنعم التي أملكها
احياناً الحياة تأخذني بطريق آخر بعيداً عن قناعاتي
فربما وراء كل شيء حكمة ما
لا يوجد شيء بالحياة دون ثمن
حتى العبادة والإيمان لهما مقابل
إما النجاة من النار أو الوصول إلى الجنة
حتى التعبير بالكتابة أحياناً له ثمن
فهناك حروف تبكي بلا دموع حيث يغفو الوجود بأحضانها
وهناك حروف كتبها المطر بدموع السماء
تذوب على ثغر الزمن فيغدو الوجود بقايا سؤال
او تثور كالبركان تحرق بعبورها خطايا الزمن
هناك حروف أيضاً ترتل آيات السجود
تداعب ملائكة السماء
فتفكك جليد الكون
لذلك وجدت بالكلمة سحراً 
فقررت ممارسة هذا السحر 
فهو يمشي بغرور في حواسي

أنثى من صنعكَ أنتَ

ما بين وعد وحلم
كنتُ معك هناك
وما بين النبضة والنبضة
كنتَ معي هنا
في ذلك المعبد المقدس 
وما بين ذكرى مضت
وذكرى أخرى ستأتي
سأمضي وحيدة دون عينيك
وسأشعل آلاف الشموع
بنار شمعتك الوحيدة
بعيداً عن كل ما كان يؤلمني
سأعانق الحلم العظيم
وأشير الى القمر كل ليلة
لآرى فمك المبتسم بين النجوم
وحقيقتك التي وشمتها بروحي
وفي جولتي السحرية 
سوف لن أكون أنا
سأكون أنثى من صُنعك أنتَ
وسوف أحب كل عيوبك المثالية
ليورق في دمي من جديد
شيئاً منك

حلم بلا جسد

خبئني هنااااك
بين النبضة والنبضة
كي أعيش بسلام
أحنُّ الى شرودي معك
إزرع تنهيدة من لؤلؤ في روحي
مارس سحركَ في أجزاء قلبي المبلل
وامطر ناراً ملتهبة في نبضي
شتِّت بعضي عن بعضي
كن عاصفة هوجاء
تهبُّ فوق أكواني بلا انتهاء
تثملُ روحي بذنوب القبلات
فإني لا أقوى على إغلاق الباب
الذي دخَلَت منه رائحتك ذات يوم
إحبسني بأنفاسكَ المقرونة بلغة الورود
وازفرني بكل لغات الأرض
تعال وتجلى في غفوة الحلم
الحلم لا يحيا بلا جسد
وارسل روحك لي
ليدرك أحدنا الآخر

خطوات في أوراق الزمن

تعال نضيع في وريد السحاب وفي دموع المطر
ونسرق من الزمن ذرات أنفاسه ونسكبها بكؤوس من خمر 
وندمن همسات الريح وصيحات القمر
تعال نرسم قبلة على جبين الليل فربما لن يأتي الفجر
دعنا نرسل للزمن الآتي أمنية أخرى برائحة الحبق
ونتجلى فوق رماد الأيام ونتسلل إلى غفوة الساعات
تعال نطوِّق مسارات السحاب ونرحل معها بصمت
ونسرق ابتسامة سقطت سهواً من ثغر النجوم 
ونمارس طقوسنا على جسد الحلم
لنترك بصمتنا في مسامات الهواء 
ونرسل للريح مع الغيم قطرات الحنين 
تعال نستبدل لوحة الزمن القديمة
بلوحة أبدية من فلسفة الكون
ونترك صدى أبجديتنا على كف الفناء
تعال إزرع الحب في دمي الحائر
واقترب من خافقي مسافة همسة
اسكب نبيذ حضورك فوق شفاه الحلم
دعني أتكور تنهيدة في رئتيك 
لأرى ظل الله بروحك وأغرق به
دوِّن على ثغري حضارة قبلتك
ليذوب تاريخ أنوثتي بصمت
وأسقط شهيدة في معركة الكفر والإيمان

تعال نخترع زمناً آخراً

تعال نقطف آلام هذا الكون
ونزرعها قصائد من حب
وننثرها حروفاً من سلام
مع نسمات الصباح
مع حبات الثلج
مع صوت الريح
تعال نخترع كوكباً جميلاً
لا يشبه هذا الكوكب
تعال نسكب جمرة حبنا
في عروق هذا الزمن البارد
عل الدفء يسكنه من جديد
تعال نتقاسم هذا الهواء
لك كل ما فيه
ولي عطر أنفاسك
إن الحب يا قديسي يصنع المعجزات

جنة هجرتها الملائكة

حزينة
كنجمة أفلتت من أحضان السماء
كجنة هجرتها الملائكة
كأي زنبقة لفحها صقيع الشتاء
كأي فراشة أحرقها الضوء
كأي طير قُطِعت جناحيه
سيد الحكاية شاء الرحيل
وشاءت أحلامي أن تغفو
على وقع أقدام القدر
تعانق الغيم وتتجلى فوق رماد الأيام
تمنيت أن لا يستفيق الزمن
وأن أعيش الف عام من ذلك الحلم
وتمنيت لو أنني اخترع زمناً آخر 
لم تنزله السماء بعد


نداء الى ذلك البعيد

تائهة أبحث عن ظلك
أحزاني مملكة وأنا سجينة بها
أريد أن أزيل كل هذه السلاسل
روحي تريد الطيران
أرغب بالغرق بين غيوم السماء
لا أعرف التحليق على الأرض
أرى ضياءك من خلف القضبان
ولا أستطيع الوصول اليه
أنسج صلة الوصل ثم أفقد الخيط
هل تسمع ندائي؟؟؟
هل تراني؟؟؟

كان الزمن ليلاً

في ليلة من الزمن
في ساعة من السكون
في لمحة من اليقين
ولدت الروح
ولفظت الحياة كلمتها
كان الزمن ليلاً
فصار فجراً
واصبح نهاراً
لأن أنفاسك قد لامست خد السماء
وامتزجت بنفحات الأثير
كانت حياتي باردة
فصارت دفئاً
وأصبحت نوراً
لأن ذراعيك قد ضمتا قلبي
وعانقتا روحي
فكان قدري
وكنت تاريخ ميلادي
وميلاد وجودي

ليلة باردة

باردة يداي
يحاصرها الجليد
أفلتها الدفء
ذابلة وردتي
تحاصرها الأشواك
هجرها الماء
متعبة عيناي
تسكنها الدموع
تركها بريقها

حين أكتبكَ

حين أكتبكَ
تذوب الثمانية والعشرين حرفاً بين يدي
تتساقط دفئاً وبخوراً فوق ثغر السطور
تمتزج الكلمات برحيق أصابعي
أكحلها بملامح حروف سقطت منك
فتتلاشى فوق مفاصل تاريخك
وتمسح خطيئة تاريخي
أعيد كتابتها من جديد
أسجن القوافي داخل أنفاسي
أجرد منها ضجيج الصمت 
أنقشها بصمة لا تزول في وريدي 
أغرسها وروداً ملونة لكل العصور
وأزرع حضارتك في وريدها
أرسمها معجزة ممكنة في جسد الوجود
وأدسها في معبدي نبوءة المستحيل
وأسطورة إغريقة عارية الا منك 
أدون رسالتي بسحابة من عطر
بين ضلوع الحرف التاسع والعشرين 
فتغفو كلماتي في ذاكرة التراب